سورة الفاتحة
لعل ما يطرح هذا الاستفهام هو أن سورة الفاتحة من السور القصيرة ، التي اعتاد الناس قراءتها للمېت لسهولتها، من باب البر بالمټوفي وإهدائه بعضًا من آيات القرآن ليخفف عنه العڈاب في القپر، وحيث إنها من الأمور الشائعة فهذا ما يطرح السؤال عن لماذا تقرأ الفاتحة للمېت ؟ ، حيث يعد من الأمور التي تشغل الكثيرون ممن يعرفون فضل سورة الفاتحة العظيم، و التي تعد من أعظم سور القرآن الكريم بحسب ما جاء في نصوص كثيرة بالسُنة النبوية الشريفة، ولكن هل هذا كافيًا للإجابة عن سؤال لماذا تقرأ الفاتحة للمېت ؟، خاصة وأن قراءة سورة الفاتحة للمېت من الأمور المتداولة بين الناس، لعل بها يبدل الله تعالى حال المېت في قپره من عڈاب إلى نعيم.
لماذا تقرأ الفاتحة للمېت
قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الفاتحة هي السورة الوحيدة التي تقرأ في صلاة الچنازة، فلا مانع من قراءتها ووهب ثوابها للمېت، منوهًا بأن الجمع بين قراءة الفاتحة والدعاء له أولى من الترجيح فكلاهما صحيح، أنه يشرع الدعاء للأموات المسلمين والصدقة عنهم، وذلك بالإحسان إلى الفقراء والمساكين.
وأشار في إجابته عن سؤال : لماذا تقرأ الفاتحة للمېت ؟، إلى أن الفاتحة ما هي إلا دعاء فالأحناف يرون أن صلاة الچنازة دعاء، فقراءة الفاتحة ووهب ثوابها للمتوفى والدعاء له والصدقة عنه كل هذا جائز وكل هذا يصل الى المېت بإتفاق علماء الأمة.
وورد أن أفضل سور تقرأ للمېت منذ الاحتضار وحتى بعد دفنه وتركه في القپر، أوجزها العلماء في خمس سور هي: «الفاتحة، والبقرة فاتحتها وخاتمتها، الإخلاص، والتكاثر، ويس»، مستدلين بما جاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلَا تَحْبِسُوهُ، وأَسْرِعُوا بِهِ إِلَى قَبْرِهِ، وَليُقْرَأْ عِنْدَ رَأْسِهِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَعِنْدَ رِجْلَيْهِ بِخَاتِمَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي قَبْرِهِ»، أخرجه الطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان، وإسناده حسن كما قال الحافظ في الفتح، وفي رواية: «بِفَاتِحَةِ الْبَقَرَةِ»، بدلا من «فَاتِحَةِ الْكِتَابِ».
و جاء الشرع الشريف بقراءة سورة الفاتحة على الچنازة؛ لما فيها من الخصوصية في نفع المېت وطلب الرحمة والمغفرة له ما ليس في غيرها، فيما جاءت السنة بقراءة سورة يس على المۏتى، في حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «اقْرَؤُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ»، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم، وقال القرطبي في التذكرة: "وهذا يحتمل أن تكون القراءة عند المېت في حال مۏته، ويحتمل أن تكون عند قپره".
و الراجح من أقوال أهل العلم أن ثواب قراءة القرآن يصل إلى المېت، سواء سورة الفاتحة أو غيرها من سور القرآن الكريم، لأن من عمل عملا ملك ثوابه ومن ملك شيئا فله أن يهبه لمن شاء ما لم يقم بالموهوب له مانع من الانتفاع بالثواب، ولا يمنع منه إلا الكفر، فلك أن تقرأ الفاتحة وتهدي ثوابها لروح المېت إذا مررت على قپره أو كنت في بيتك.